تفسير منام حلم رؤيا الأرض لابن سيرين: فسر ابن سيرين رؤية الأرض في المنام بانها تدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها، وربما دلت الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لأن الدنيا أدنيت والآخرة أخرت سيما أن الجنة في السماءالأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وساكنها، وتدل على السفر إذا كانت طريقاً مسلوكاً كالصحارى والبراري، وإذا امتلك الحالم أرضاً مجهولة في المنام، إن كان فقيراً استغنى، وإن كان عازباً تزوج، وإن كان عاملاً ولي، وإذا باع الحالم أرضاً أو خرج منها الى غيرها، مات إن كان مريضاً، خرج من مذهب الى مذهب إن كان نظاراً، فإن خرج من أرض جدبة الى أرض خصبة انتقل من بدعة الى سنة، وإن كان على خلاف ذلك فالأمر على ضده، وإذا رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره، وإذا رأى الحالم كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة، فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصباً، وإذا رأى انها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر، وإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم، وإن خرج حية فهي عذاب باق في تلك الناحية، وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصباً، وإذا رأى الحالم أنه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالاً بمكر لأن الحفر مكر. وإذا رأى الحالم أرضاً تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي ويموت سريعاً لقوله تعالى {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة}. وإذا رأى الحالم أنه تولى طي الأرض بيده نال ملكاً، وإذا طي الأرض أصاب ميراثاً وضيق الأرض يؤول بضيق المعيشة، ومن كلمته الأرض بالخير نال خيراً في الدين والدنيا وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة والخسف بالأرض يفسر بزوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا، وإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك، ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنه مال حرام. وإذا رأى الحالم في منامه أنه قائم في مكان فخسف به، فإن كان والياً فإنه ستنقلب عليه الدنيا ويصيرالصديق عدوه وسروره غماً لقوله تعالى {فخسفنا به وبداره الأرض}، وإذا رأى محلة أو أرضاً طويت على الناس فإنه سيقع هناك موت أو قال، وقد تشير الى انه سيهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة، وإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته وأموره، وإذا رأى الحالم إنها بسطت له أو نشرت له فهو طول حياته وخير يصيبه. وإذا رأى أنه في بر فإنه يناله فسحة وكرامة وفرحاً وسروراً بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها وزرعها والأرض القفر فقروالوادي بلا زرع حج لقوله تعالى {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع}. وإذا رأى الحالم أنه يهيم في واد فإنه يقول ما لا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون}.
تفسير منام حلم رؤيا الأرض للنابلسي: فسر النابلسي رؤية الأرض في المنام بانه إذا رأة الحالم أرض المحشر في المنام دالة على حفظ الأسرار والغنى بعد الافتقار والأمن من الخوف وصدق الوعد، وربما دلت على الزوجة العظيمة البكر الجميلة أو المنصب العظيم كل وعلى الهدى والتوبة، وإذا رأى الحالم الحوت أو الثور الحامل للأرض دل ذلك على أن الملك يخلع نفسه أو يخلع نائبه. وأرض الدار عمارة عما يبسط فيها من حصير وبساط وغير ذلك أو على من يقوم بنظافتها أو من يجتمع عليها من أهل وعشيرة فيما شوهد فيها من صلاح أو فساد عاد على من دلت عليه. وأما أرض الفلاحة فإنها دالة على زرعها وخصبها وأدوات حرثها ودرسها وفلاحتها. وأما أرض الحارة فإنها تدل على الأسفار للتجار وأرباب المعايش عليها كالمكاريه والجمالين وأشباههم فزوال عقباتها وقلع حجارتها وبيان طرقها واستقامتها في المنام دليل على الربح للمسافر عليها وتسهيل أمورهم وزوال همهم. وأما الأرض المعروفة فإنها دالة على الحاكم عليها بإيجار أو إرث أو قطاع أو حفر فما حصل فيها من طول وقصر على الحد المحدود عاد ذلك على الحاكم عليها. وأما الأرض المجهولة فإنها داله على الأم والوالد والزوج والزوجة والشريك والأمين والوارثة وعلى ما يملك من دار أو دابة أو أمة وعلى ما يجلس عليه من فراش أو غيره. وتدل الأرض على دور الزناة والفاسقين واللهو واللعب. والأرض إمرأة نمامة لا تكتم سراً. وتدل الأرض على الجدل أو العلم أو الفصاحة، وكما انها تدل على الدنيا والسماء على الآخرة، وربما دلت الأرض والسماء على الضرتين اللتين لا يستطيع أحد أن يجمع بينهما غير الله تعالى. وإذا رأى الحالم أن الأرض تشققت دل ذلك على إظهار المحرمات والمنكرات، وربما دل تشققها على جودتها بالنمو والبركة، وطول الأرض ومدها عن عادتها دليل على خلاص السجين وولادة الحامل، وامتدادها عن عادتها رزق. وإذا رأى الحالم في منامه أنه ملك أرضاً مرداء تزوج امرأة فقيرة أو عقيماً. وربما دلت الأرض على ملك لدى السلطان أو الموت والحياة والرزق وعلى من يعمل عليها من صالح وسيء. وإذا رأى الحالم في منامه أنه ملك أرضاً تزوج إن كان أعزب ورزق ولداً أو شارك شريكاً أوائتمن إنساناً على ماله وسره أو ورث وراثة أو استأجر داراً أو اشتراها أو اشترى دابة أو أمة، وإن كانت الأرض فسيحة حسنة المنظر كان عمله عليها صالحاً، وإن كان عليها جيف أو رمم بالية أو أقذار كان ما عمله شيئاً جيداً، وإن حدثته الأرض أو سمع منها كلاماً لا يفهمه دل على الشدة والأراجيف وهتك الأستار. وإذا رأى الحالم أن الأرض زلزلت به قد تشير الى وضع الحامل جنينها. وإذا رأى الحالم أن الأرض قد خسفت بمن عليها دل ذلك على التيه والعجب والغفلة عن طاعة الله تعالى، فإن طويت الأرض من تحته دل على فراغ عمله أو طلاق والله اعلى واعلم.
وبالمجمل إن رؤية الأرض في المنام تدل: حصول الحالم على خيراً في الدين والدنيا أو سعة الرزق أو طاعة الله تعالى أو عموم البركة على الحالم.